ومع الحب نترنم


عود حميد يا قلمى بعد غياب ... وكأنك ما تفتتأ تكتب حتى تنقطع .. لا أدرى هل هو الكسل ام ان القلب قد خلا من الترانيم .. لن اطيل عتابك ولكن فلنكمل مع الحب ... ومع الحب نترنم ..
الحديث عن الحب حديث ممتع .. لا تمل منه النفوس ولا تسأم منه القلوب بل تنعم بالأحاسيس الجميلة والمشاعر الرقيقة الدافئة .. كيف لا وبالحب تحلو الدنيا والآخرة .
وكما كان حب الله عز وجل هو اعلى المراتب وهو الحب الذى تحلوا به الدنيا والآخرة ويجد المرء به حلاوة الايمان.. عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسولُهُ أَحَبَّ إليه مما سِوَاهما، ويُحِبَّ المرء لا يُحِبُّهُ إلا لله، وأن يَكْرَهَ أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقْذَفَ في النار )
نترنم مع حب آخر هو امتداد طبيعى للقلب الموصول بالله .. فالقلب العامر بحب الله تعالى قلب كبير واسع .. يسع الدنيا بأسرها .. يحب الناس ولا يكن لهم اى حقد او ضغينة و يحب الكون والطبيعة كأن قلبه شلالاً من المشاعر يفيض على من حوله .. فتحلوا له الدنيا وتحلوا له الآخرة.

الحب فى الله

الحب فى الله عزوجل بين الناس امر جميل وخلق محمود وطريق ممهد لنيل الثواب ودخول الجنة ..انى احبك فى الله كلمة لا تخرج الا من قلب نقى .. لها وقعها ورنينها المميز فلا يمكن ان تكون زائفة او وقتية او لمصلحة او منفعة .
اتذكر وانا فى الجامعة حفلة تخرجنا حين اجتمعت مع اخوانى نحتفل بنهاية تللك الفترة العزيزة علينا فترة الجامعة لقد بكينا بكاءً شديداً وأخذنا كل يقبل رأس الأخر ويعانقه فى حرارة وحب شديدين ... ابتسم الان وانا اتذكر تلك اللحظات ...وأتسائل كيف امتلأت تلك القلوب بالحب مع اختلاف الطباع والبيئات والثقافات .
هل كانت اسباب اجتماعنا عمل او مال او مادة .. لا بل كانت مشاعر صادقة سكنت فى القلوب ..لقد تآخت منا القلوب و تساكنت قبل الأجساد
تآخت على الله أرواحا ***** إخاءاً يروع بناء الزمن
وباتت فدا الحق آجالنا ***** بتوجيه قرآننا المؤتـمن
كيف لا وكانت النفوس سليمة نقية لم تلوثها اطماع الحياة ولم تلهيها صراعات المادة ... ورغم انى اؤمن ان لكل فترة فى الحياة مكان ووقت لا يجب ان تتعداه .. الا انى اشتاق الى ايام الجامعة وسكن الطلاب وتلك الحياة التى لن يدرك ما بداخلى الا من عاشها .
ان المجتمع الذى يملأ الحب قلوب أفراده تتناغم معيشتهم فى وداعة وأمن وسلام اجتماعى ونفسى .. لن تجد الصراعات ولا المؤامرات.. لن تجد من يتلذذ بإيذاء الآخرين او الكيد لهم .
ونرجع بذاكرتنا الى الماضى فى المجتمع الرشيد والجيل القرآنى المحمدى الفريد ... ضربوا اروع الأمثلة فى التألف والمحبةوالأخوة فأيدهم الله بالنصرة والعزة وصدق الله العظيم حيث قال[ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)]
كلما تذكرت كيف كانت ملاقاة اخوانى تذكرنى بالله تدمع عينى فقد غاب عنى هذا الكنز .. كلما تذكرت النصيحة الصادقة .. كلما تذكرت المشاركة الكاملة فى الأحزان والأفراح ... حقاً ما اروعها من ايام ... وما احلاه من حب .. فبالحب فى الله .. تحلوا الدنيا والآخرة .
والآن ياقلمى .. فلندع الله لاخواننا وساكنى قلوبنا " اللهم انك تعلم ان هذه القلوب .. قد اجتمعت عل محبتك .. والتقت على طاعتك .. وتوحدت على دعوتك .. وتعاهدت على نصرة دينك وشريعتك .. فوثق اللهم رابطتها .. وادم ودها .. واهدها سبلها وأملأها بنورك الذى لا يخبوا .. وأشرح صدورها بفيض الايمان بك .. وجميل التوكل عليك ..واحيها اللهم بمعرفتك وأمتها على الشهادة فى سبيلك.. اجمعنا سوياً كما اجتمعنا فى الدنيا على محبتك اللهم اجمعنا فى الآخرة فى جنتك ودار كرامتك .. انك نعم المولى ونعم النصير".
والى ترنيمة اخرى ..

عود حميد يا قلبى ... بالحب تحلو الدنيا والآخرة


عود حميد يا قلبى لم تترنم فى هذه المدونة منذ زمن بعيد ... والان هاك ترنيمة أخرى وتدوينة جديدة .. أخشى ان لا تستمر بعدها فى البوح او تنقطع كما فى المرة السابقة .
ماهى قيمة الحياة بدون الحب ..........
سؤال سألته لنفسى مراراً وتكراراً هل ستكون للحياة لذة دون المشاعر والاحاسيس الانسانية الجميلة التى نتميز بها عن المخلوقات الأخرى
هل تستطيب المعيشة دون خفقات قلب وسيع امتلأ حباً وفاض حتى ملأ الدنيا من حوله ...

لا أظن ذلك ....
فالحياة تحلو بالحب ...
الدنيا تحلو بالحب ...
والآخرة تحلو بالحب ..
اذن تعالى ياقلبى نتكلم سوياً عن الحب وماذ تعرف عنه ... طالما تتحدث لاشك انك خبير بأنواعه وأصنافه
وعلمنى كيف احصل ثمراته وكيف اتقى أشواكه ..

لقد سألت عن عظيم وشان جليل قد حار فيه الأولون والآخرون وهام فيه الشعراء العاشقون .. ولكن لا بأس هيا بنا نترنم
الحب هو ذلك الشعور الذى يملأ القلب تجاه شخص آخر وا شئ آخر يحس بالارتياح والفرح لملاقته والحزن والأسى لفراقه ... وهو عطاء غير مشروط لا منفعة منه ولا مصلحة ...
وأسمى انواع الحب واعلاها هى حب الله عز وجل ... بهذا الحب تحلو الدنيا والآخرة
وهو الانس بالله عز وجل وعبادته وفعل أوامره واجتناب نواهيه
وهو فرحة بالطاعة .... ولذة باللقاء ... فتحس وانت فى معية الله عز وجل وكأنك تحلق فى أجواء نورانية ملأت نفسك بالسعادة والطمأنية
والله هو ربنا ومولانا فلذلك نحبه
والله هو خالقنا وبارئنا فلذلك نحبه
والله وحده هو من نفر اليه حتى ولو كناأخطأنا اوليس قال فى كتابه " ففروا الى الله "
والله رحيم بنا
والله رؤف بحالنا ....
والله يحبنا ... نعم يحبنا حباً شديداً ولذلك نحبه ...
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .رواه البخاري و مسلم .

هل رأيت مثل هذا الحب .... هيا انتهز الفرصة اترك التدوين الان وانطلق الى حب الله وغداً نكمل مع ترنيمة أخرى انشاء الله
.......


أمي



د. عائض القرني

أكبر وأنا عند أمي صغير، وأشيب وأنا لديها طفل، هي الوحيدة التي نزفت من أجلي دموعها ولبنها ودمها، نسيني الناس إلا أمي، عقَّني الكل إلا أمي، تغيَّر عليَّ العالم إلا أمي، الله يا أمي: كم غسلتِ خدودكِ بالدموع حينما سافرتُ! وكم عفتِ المنام يوم غبتُ! وكم ودَّعتِ الرُّقاد يوم مرضتُ! الله يا أمي: إذا جئتُ من السفر وقفتِ بالباب تنظرين والعيون تدمع فرحاً، وإذا خرجتُ من البيت وقفتِ تودعينني بقلب يقطر أسى، الله يا أمي: حملتِـني بين الضلوع أيام الآلام والأوجاع، ووضعتِـني مع آهاتك وزفراتك، وضممتِـني بقبلاتك وبسماتك، الله يا أمي: لا تنامين أبداً حتى يزور النوم جفني، ولا ترتاحين أبداً حتى يحل السرور علي، إذا ابتسمتُ ضحكتِ ولا تدرين ما السبب، وإذا تكدّرتُ بكيتِ ولا تعلمين ما الخبر، تعذرينني قبل أن أخطئ، وتعفين عني قبل أن أتوب، وتسامحينني قبل أن أعتذر، الله يا أمي: من مدحني صدقتِه ولو جعلني إمام الأنام وبدر التمام، ومن ذمني كذبتِه ولو شهد له العدول وزكَّاه الثقات، أبداً أنتِ الوحيدة المشغولة بأمري، وأنتِ الفريدة المهمومة بي، الله يا أمي: أنا قضيّتك الكبرى، وقصتكِ الجميلة، وأمنيتك العذبة، تُحسنين إليّ وتعتذرين من التقصير، وتذوبين عليّ شوقاً وتريدين المزيد، يا أمي: ليتني أغسلُ بدموع الوفاء قدميكِ، وأحمل في مهرجان الحياة نعليك، يا أمي: ليت الموت يتخطاكِ إليَّ، وليت البأس إذا قصدكِ يقع عليَّ: * نفسي تحدثني بأنك متلفي ـ روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ* يا أمي كيف أردّ الجميل لكِ بعدما جعلتِ بطنكِ لي وعاء، وثديك لي سقاء، وحضنكِ لي غطاء؟ كيف أقابل إحسانكِ وقد شاب رأسكِ في سبيل إسعادي، ورقَّ عظمكِ من أجل راحتي، واحدودب ظهركِ لأنعم بحياتي؟ كيف أكافئ دموعكِ الصادقة التي سالت سخيّة على خدّيكِ مرة حزناً عليَّ، ومرة فرحاً بي؛ لأنك تبكين في سرّائي وضرّائي؟ يا أمي أنظر إلى وجهكِ وكأنه ورقة مصحف وقد كتب فيه الدهر قصة المعاناة من أجلي، ورواية الجهد والمشقة بسببـي، يا أمي أنا كلي خجل وحياء، إذا نظرت إليك وأنت في سلّم الشيخوخة، وأنا في عنفوان الشباب، تدبين على الأرض دبيباً وأنا أثبُ وثباً، يا أمي أنتِ الوحيدة في العالم التي وفت معي يوم خذلني الأصدقاء، وخانني الأوفياء، وغدر بي الأصفياء، ووقفتِ معي بقلبك الحنون، بدموعكِ الساخنة، بآهاتكِ الحارة، بزفراتكِ الملتهبة، تضمين، تقبّلين، تضمّدين، تواسين، تعزّين، تسلّين، تشاركين، تدْعين، يا أمي أنظر إليك وكلي رهبة، وأنا أنظر السنوات قد أضعفت كيانكِ، وهدّت أركانكِ، فأتذكر كم من ضمةٍ لكِ وقبلة ودمعة وزفرة وخطوة جُدتِ بها لي طائعةً راضيةً لا تطلبين عليها أجراً ولا شكراً، وإنما سخوتِ بها حبّاً وكرماً، أنظر إليك الآن وأنتِ تودعين الحياة وأنا أستقبلها، وتنهين العمر وأنا أبتدئه فأقف عاجزاً عن إعادة شبابك الذي سكبتِه في شبابي وإرجاع قوّتكِ التي صببتِها في قوّتي، أعضائي صُنِعت من لبنكِ، ولحمي نُسج من لحمكِ، وخدّي غُسِل بدموعكِ، ورأسي نبت بقبلاتكِ، ونجاحي تم بدعائك، أرى جميلك يطوّقني فأجلس أمامك خادماً صغيراً لا أذكر انتصاراتي ولا تفوقي ولا إبداعي ولا موهبتي عندك؛ لأنها من بعض عطاياكِ لي، أشعرُ بمكانتي بين الناس، وبمنـزلتي عند الأصدقاء، وبقيمتي لدى الغير، ولكن إذا جثوتُ عند أقدامكِ فأنا طفلكِ الصغير، وابنكِ المدلّل، فأصبح صفراً يملأني الخجل ويعتريني الوجل، فألغي الألقاب وأحذف الشهرة، وأشطب على المال، وأنسى المدائح؛ لأنك أم وأنا ابن، ولأنك سيّدة وأنا خادم، ولأنك مدرسة وأنا تلميذ، ولأنكِ شجرة وأنا ثمرة، ولأنكِ كل شيء في حياتي، فائذني لي بتقبيل قدميكِ، والفضل لكِ يوم تواضعتِ وسمحتِ لشفتي أن تمسح التراب عن أقدامكِ. ربِّ اغفر لوالدي وارحمهما كما ربّياني صغيراً.

قم وحيداً

قم وحيداً كابد الليل الطويل ... قم وصلى للجليل ... قم فقد حان الرحيل

قم ودع عنك الخمول ... وانطلق نحو الحقول ...

واصفف الاقدام للمولى وجاهد للوصول

قم وحيداً

قم وحيداً كابد الليل الطويل ... قم وصلى للجليل ... قم فقد حان الرحيل

لاتبالى بالنيام ... وبألوان الكلام ..

وأسمع القرآن للأفاق فى جنح الظلام

قم وحيداً

قم وذق طعم الصلاه ... فى دجى اليل الطويل ....

قم وجاهد فى الحياه ان مثوانا قليل

قم وحيداً

رغبة دفينه وأمل فى الغد

لا أدرى بماذا ابدأ.. لقد راودتنى الرغبة فى الكتابه منذ وقت طويل .. كنت ارغب فى التعبير عن نفسى ولكن كانت تأخذنى شواغل الحياة ومسؤليات العمل عن هذه الرغبة .. لكنها ابداً لم تمحوها .. وظلت تلوح لى دائماً الى ان حدث ذلك الموقف الذى قررت فيه ان اعيد حساباتى من جديد وان اعطى كل ذى حق حقه ممن ضاعت حقوقهم فى متاهة الحياه.. ومن تلك الحقوق المضيعه كانت نفسى وكان ذلك القلب الغضيض الذى لم اتحدث معهما من فترة طويله .
فكانت تلك البداية وكانت تلك الترانيم بدايه حقيقة لحوار مع النفس ابحث وافتش بداخلى عن ذلك الانسان الذى تاه فى زحام الحياه عسى ان اجده من جديد وافتح معه صفحةً جديدة .
ارى ان الانسان فى هذه الدنيا بين ثلاثه اشخاص.
انسان خاسر : خسر نفسه وخسر الناس وخسر الحياة لم تكن لحياته معنى او مضمون بل كانت تقليدية وظل طول حياته دون ان يتعرف على نفيه الحقيقية او يجدها وفوق هذه الخسارة قد خسر حياته ايضا فلم يقدم جديداً اويحرك ساكناً بل كانت حياةً راكده .
وانسان رابح : وهو انسان ربح نفسه ولكن خسر الناس فصار وحيداً فريداً منطوياً على نفسه وهو ايضاً قد خسر حياته فالانسان لا يعيش بمفرده بل يتفاعل مع الاخرين ليحيا تلك الحياة السعيده.
وانسان رابح لكنه الرابح الاكبر : وهو انسان ربح نفسه وربح الأخرين وربح الدنيا أيضاً لقد بنى نفسه وتعرف عليها وخبر محاسنها فدعمها واكتشف مساوئها فكان شجاعاً قوياً فى تغيرها وربح الناس ايضاً فم يعش بمعزل عنهم واراه قد عاش حياة حافلة بالنشاط والحيوية واستمتع حقاً بكل لحظة منها وهو فى ذات الوقت قدم الكثير .
أرى ان هذا الاخير معادلة صعبة فى هذه الأيام لكنى سأسعى جاهداً ان احققها أريد ان اقوم نفسى وابنيها من جديد أريد ان أتعرف عليها واكتشف خباياها واريد ان انفتح ايضاً على الآخرين اقبلهم قد اختلف مهم لكن دوماً اظل منصفاً وعادلاً (ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) .
اريد ان احيا حياة حافلة بالحركة والنشاط وان استمتع بكل لحظة فيها حتى ولو كانت لحظات الضيق والأسى .. استمتع بانى اقابلها بالصمود والجلد.
وفى النهاية كلمة
جاء في بعض الكتب: "أوحى الله لداود، يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابــوا شوقا إليّ، يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليّ